الثلاثاء، 5 أبريل 2022

عن نبذة النعمة الغنية

 عن نبذة النعمة الغنية

 النعمة الغنية في مثل السامري الصالح

 

مثل السامري الصالح (لوقا ١٠: ٢٥-٣٧) يحكي لنا عن شخص سافر في الطريق الخاطئ ..ترك أورشليم (المدينة التي ترمز للسماء {عبرانيين ٢٢:١٢} ) ونزل في الطريق إلى أريحا {المدينة التي ترمز إلى عالم الإثم والواقعة تحت اللعنة (يشوع ٢٦:٦)} .. فماذا حدث له؟ .. "وقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت" (لوقا ٣٠:١٠) ..

هذه هي النتيجة الحتمية لكل شخص يترك الرب ويتجه إلى دوائر الإثم ... سيأتي اللصوص (أرواح مملكة إبليس) ويسلبون منه السلام والراحة والقوة والبركة ، ويتركونه يعاني مثل شخص بين حيّ وميت ..

 

وماذا في هذا المثل عن النعمة الغنية؟

لقد رأى هذا المتروك بين حيّ وميت اثنان .. كاهن ولاوي .. لكنهما أغلقا أحشاءهما عنه ، تجاهلاه تماماً .. وأتى ثالث وكان سامرياً "وجاء إليه ولما رآه تحنن فتقدم وضمد جراحاته وصبَّ عليها زيتاً وخمراً وأركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به ... أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به" (لوقا ١٠: ٣٣-٣٥) ..

 

لا، لن يتجاهلك الرب أبداً إذا رآك مجروحاً مهاناً لآنك سرت في الطريق الخاطئ .. لا، لن يتجاهلك لأنك اتخذت قراراً مُضراً دون استشارته .. لا ، لن يتجاهلك لأنك تحطمت بسبب انبهارك بأضواء الخطية الخادعة ..

 

إن قلبه مملوء بالحنان ، ، يا للنعمة الغنية !! حين يراك مُحتاجاً يأتي إليك ، يتحنن عليك .. جروحك تُحرِك قلبه .. سيتحرك نحوك في حب بالغ .. يتقدم نحوك ليُضمد جروحك ..

 

ليس غيره يفعل ذلك ، يتعامل مع جروحك بحنان بالغ  .. يصب عليها زيت روحه الشافي ، وخمر محبته المُفرح ..

 

وماذا فعل السامري أيضاً بهذا المطروح في الطريق؟ .. لقد أركبه على دابته .. والمعنى رائع جداً ، إنها دابته الخاصة ..

الرب يأتي لكي يحملك مستخدماً خدامه بعيداً عن الخطر ..

 

ولن يقدر إبليس أن يقاوم انطلاقك إنها النعمة المنتصرة ..

 

وسيسلمك الرب إلى صاحب الفندق ، وسيعطيه دينارين وسيقول له " اعتن به " ..

 

إنها حقاً "نعمة فوق نعمة" .. الرب يُسلمك إلى الروح القدس لكي يعتني بك بالدينارين .. أي بأسفار العهدين القديم والجديد .. أي بكلمته الحيّة والفعالة التي تبنيك (أعمال ٣٢:٢٠) ، وتُغذيك (عبرانيين ١٤:٥) ، وتجعلك حاراً في الروح (لوقا ٣٢:٢٤) ..

الأربعاء، 16 مارس 2022

عن نبذة السماء مفتوحة

 عن نبذة السماء مفتوحة


السماء مفتوحة لتعطي لحياتك معنى


هل صارت حياتك روتينية؟ هل تُعاني من الرتابة والملل؟ .. هل تشعر أنه ليس لحياتك أي معنى؟ لم يعُد لك هدفاً يستحق أن تحيا لأجله؟ ..


لقد خلقك الله لقصد عظيم جداً ، ولهدف سام للغاية ، ولكن إبليس دائماً ما يحاول جاهداً أن يفسد أعمال الله .. إنه يريد أن يُخرجك عن خطة الله الرائعة .. لتحيا لذاتك فتدخل دائرة الموت قبل أن يموت جسدك ..


تأمل ، لقد كان حزقيال مسبياً في أرض بعيدة عن وطنه .. ربما كان في ظروف نفسية بالغة الصعوبة ، فقد أُعِد طيلة حياته لكي يكون كاهناً وها هو يُسبى بعيداً عن أورشليم المكان الوحيد الذي تتم فيه أعمال الكهنوت في العهد القديم .. لقد بدا أن حياته أصبحت بلا معنى ، وأن سنوات الإعداد قد ذهبت سُدى .. 


لكن تأمل الذي حدث ، ولنستمع إلى حزقيال نفسه وهو يروي لنا:

"كان في السنة الثلاثين في الشهر الرابع في الخامس من الشهر وأنا بين المسبيين .. أن السموات انفتحت فرأيت رؤى الله" (حزقيال ١:١) ..

لقد انفتحت السموات لحزقيال لتُعلن له .. لقد أُغلق أمامك باب خدمة الكهنوت .. ولكن الله يدعوك إلى خدمة أعظم .. ستصير نبياً لإخوتك المسبيين .. سيصير لحياتك معنى ..


يا لحب الله .. ويا للتعويض المجيد!!


لقد انفتحت السماء لحزقيال ليس فقط لتدعوه أن يكون نبياً بل أيضاً لتعطيه القوة التي يحتاجها لإتمام هذه الدعوة .. يقول حزقيال "فدخل فيَّ روح [هذه قوة لإنسانه الباطن] " (حزقيال ٢:٢) ،  وسمع حزقيال الله يقول له "هأنذا قد جعلت وجهك صلباً .. قد جعلت جبهتك كالماس أصلب من الصوّان" (حزقيال ٣: ٨-٩) ..


إن كنت لا تجد معنى لحياتك ، تعال إلى الرب يسوع .. تعال حالاً ، تعال قبل أن تضيع الفرصة .. بكل تأكيد سيُعطيك أن ترى السموات مفتوحة ..


ستنفتح السماء أمامك كما انفتحت لحزقيال .. ستنفتح، ربما لكي تُحيي في قلبك دعوة قديمة تكون قد سمعتها من قبل وأضعفتها الأيام أو أماتتها .. وربما لتعلن لك دعوة جديدة .. السماء ستحدد لك هدفاً عظيماً لحياتك، وستعلن دورك الهام في خطة الله العظيمة ..


وستعطيك السماء القوة الكافية التي تحتاجها لإتمام هذا الدور .. 

وستتغير حياتك تماماً .. ستصير مشغولاً جداً بإتمام أمور الله ..

وستعيش مرسلاً من السماء، تتمم مقاصد خاصة لله على الأرض .. وأي امتياز هذا!!


الجمعة، 21 يناير 2022

عن نبذة سنة مختلفة

عن نبذة سنة مختلفة

 

في العهد القديم ، كان شعب الله يحتفل كل خمسين عاماً بسنة فريدة تتميز عن بقية السنين ، كان يُطلق عليها "سنة اليوبيل" ، معنى كلمة يوبيل صوت بوق أو هتاف فرح … سنة اليوبيل تتميز بالفرح الحقيقي ..

لقد شرح لنا أصحاح ٢٥ من سفر اللاويين ما كان يحدث خلالها بما يمكن تلخيصه في ثلاثة أمور :

-       لقد كانت سنة للراحة من العمل … سنة يُمتنع فيها نهائياً عن العمل بالأرض ..
-       كما كانت سنة لاسترداد الممتلكات المفقودة .. فقد كان يُرد لكل شخص ما سبق وباعه من ممتلكات ورثها عن آبائه ..
-       وكانت سنة حرية .. تُطلق فيها حرية كل العبيد مجاناً ..
-        

كانت بالفعل سنة فريدة .. سنة للراحة ولاسترداد المفقود وللحرية .. سنة لفرح غير عادي لكنها لم تكن سوى رمزاً لكل سنة تقضيها مع الرب يسوع ..

الرب يسوع يريد أن تكون كل أيام حياتك "سنة يوبيل" مستمرة .. فماذا عن هذا العام هل هو فعلاً بالنسبة لك "سنة يوبيل"

 

سنة للراحة:

لم يكتف الرب بمنع زراعة الأرض في سنة اليوبيل بل حرَّم حتى قطف ثمار النباتات التي نمت بدون قصد .. كانت كلماته إلى الشعب واضحة تماماً .. هذه السنة سنة للراحة ..

ما أجمل المعنى .. الرب يريد أن يطمئنني جداً بأن الحياة معه تتميز بالراحة .. انظر أنه قبل أن يطالبنا بأن نحمل نيره دعانا أولاً لكي نتمتع براحته فقبل أن يقول "احملوا نيري عليكم" قال لنا "تعالوا إليِّ يا جميع المتعبين وأنا أريحكم" (مت ٢٨:١١) .. ثم أكد لنا أن نيره هين وحمله خفيف (مت ٣٠:١١) ..

هل اختبرت أن ترتمي عند قدميه وتطرح كل أثقالك أمامه؟ .. لو فعلت هذا لشهدت للراحة العميقة التي تسكن فيك والتي لا يمكن لأحد آخر أن يعطيها …