الأحد، 6 سبتمبر 2020

عن كتاب لا تطرح ثقتك ، وقت الانتظار

عن كتاب لا تطرح ثقتك ، وقت الانتظار ... وقت لاستيعاب الدروس

 

عادة ما يستخدم الروح القدس الأحداث التي تتخلل وقت الانتظار ليحفر على صفحة قلب المؤمن حقائق روحية غالية ...

أخذ داود وعدًا من الرب أن يصير ملكاً على شعبه ...

 

وانتظر داود تحقيق الوعد .. وفي زمن الانتظار تعرض لاضطهاد قاسٍ .. هرب واختبأ في مغارة .. اجتاز أوقات عصيبة .. لكن لولا هذه الأوقات ما انغرس في قلبه وبهذا العمق حقيقة اقتراب الله الشديد لأولاده ومساعدته العجيبة لهم (٢صم ٣:٢٢) .. وحقيقة نعمته الغنية ، أنه يغفر ويصحح الخطآ ويرفع الضعف ويسدد كل الاحتياجات .. لولا هذه الأوقات ما استطاع داود أن يُسجل لنا كلماته العظيمة مثل: "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي" (مز ١٩:٩٤) ، و "إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز ٤:٢٣) ..

 

هل تريد أن يستخدمك الرب بقوة؟ .. كل الذين استخدمهم بقوة كان لديهم الاستعداد أن يدخلوا مدرسته وأن يتعلموا منه في فترات الانتظار والاختفاء ..

 

انظر إلى حياة موسى .. قبل أن يستخدمه الرب في قيادة شعبه علانية ، قاده إلى برية سيناء ليُعَلمه في فترة الانتظار أعظم دروس الرعاية وما تتطلبه من إنكار ذات وتحمل وعدم اندفاع (خر ٢) .. وكذلك إيليا ، قبل أن يقوده للقضاء على أنبياء البعل ، انفرد به ليُعلمه عملياً دروس الاعتماد الكامل على عنايته .. إن الرب يسدد كل احتياج سواء بالطرق العادية أو الخارقة (١مل ١٧) .. كما أرسله للاختلاء في بلاد صيدون التي يملك عليها أبو إيزابل عدوته اللدودة و لكي يعلمه دروس الشجاعة ..

 

إن وقت انتظار الوعود هو وقت ثمين لاستيعاب الدروس الثمينة .. 

الاثنين، 24 أغسطس 2020

عن كتاب يهدئ العاصفة ، الانطلاق الروحي


« كما يحرّك النسر عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه هكذا الرب وحده اقتاده [ أي اقتاد شعبه ] » ( تث ٣٢ : ١١ ، ١٢ ) ..

هذا المشهد يصف ما تفعله النسر الأم مع فراخها الصغيرة لكي تُجبِرها على استخدام أجنحتها والتحليق بها في السماء للمرة الأولى ، تُحرِّك الأم العش بقوة كما لو كانت ستدمره !! في هذه اللحظة تدرك الفراخ أنها في خطر محقق ، سيهوي العش بها من علوّه الشاهق إلى سطح الأرض .. في الحال تُحرِّك أجنحتها لتطير لتنجو بنفسها من الموت ..

وتطير النسر الأم بجوار هؤلاء الصغار حتى إذا حدث وتعثّر واحد منها في طيرانه أو أصابه الإعياء أسرعت وحملته على جناحيها العملاقين ..

لقد قدّم لنا سفر التثنية هذا المشهد ليُعبِّر به عما فعله الرب بشعبه أيام موسى النبي ، لقد حرّك الرب عش أرض مصر بقوة حتى يُجبِر شعبه على التخلي عن هذا العش الذي ارتبط به أربعمائة عام ..

ترك الرب فرعون الملك المُستبد يضغط بقسوة بالغة وبعنف زائد على الشعب حتى تاق إلى الخروج من مصر .. ثم أرسل عشر ضربات على فرعون والمصريين كي يدفعوا الشعب للرحيل الفوري ، يقول سفر الخروج إنهم بعد الضربة العاشرة ألحّوا على الشعب أن يخرج عاجلاً من أرضهم ( خر ١٢ : ٣٣ ) ..

وهكذا أجبر الرب شعبه على ترك عش مصر والسير في البرية متجهاً إلى أرض كنعان .. أرض التمتع والمجد ، الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً ..

ولم يترك الرب شعبه وهو في البرية ، ففي وقت الاحتياج كما يقول سفر التثنية كان يحمله مثلما تحمل النسور فراخها على مناكبها ..

قد يحرك الرب عشك المستقر ( عملك ، علاقاتك ، مكان إقامتك ، ظروف معيشتك ) إذا رآك مرتبطاً بهذا العش ارتباطاً مريضاً يعوقك عن الانطلاق إلى كنعان ، إلى حياة التمتع الحقيقي والمجد ..

نعم قد يُحرِّك عشك المستقر ، قد يهزه بقوة كما لو كان يريدك أن تسقط وترتطم بالأرض الصلبة وتتحطم .. لا ، ليس هذا قصده على الاطلاق ، أنت نسره الصغير الذي يحبه بلا حدود .. لا ، لن يهز عشك لتسقط وتتحول إلى أشلاء بل لكي يُجبِرك على الانتقال إلى مرحلة جديدة يعطيك خلالها تمتعاً أعظم في أمور الروح ، وقد يكون هدفه أن تقوم بدور معين في ملكوته ، دور أنت تتهرب منه بسبب الخوف أو لأي سبب آخر .. يهز عشك لكي يدفعك دفعاً إلى استخدام الإيمان .. الإيمان بأنه معك وأنه سيعوضك التعويض الكامل عن العش الذي فقدته أو ستفقده .. إنه يريدك أن تبسط جناحيّ الإيمان لتُحلِّق بهما كالنسور الصغيرة التي اهتز عشها لكي تبدأ حياة النسور الكبيرة ..

ولن يتركك الرب في هذه المرحلة الصعبة ، فلا تكتفي النسر الأم بهز عش فراخها إنها تُحلِّق بجوارها حتى تحملها عند الضرورة .. إنه معك يحملك عند الاحتياج ، لا تنس أبداً كلماته :

« أنا أرفع وأنا أحمل وأنجي » ( إش ٤٦ : ٤ ) ..

الأحد، 12 يوليو 2020

عن كتاب يهدئ العاصفة، المؤخر

عن كتاب يهدئ العاصفة،   المؤخر

ينفرد إنجيل مرقس بذكر أن الرب كان "في المؤخر [stern]  .. نائماً " (مر ٣٨:٤) ، والمؤخر هو المكان الذي يقود منه الربّان السفينة .. الرب كان في ذات هذا المكان المُخصص للقيادة !! وياله من معنى، فالرب يجب أن يكون دائماً ربّان حياتنا الذي يقود سفينتنا .. لاحظ أن الرب هو الذي حدد لتلاميذه :

أولاً المكان .. إلى أين سيتجهون ؟ إلى كورة الجدريين: "قال لهم .. لنجتز إلى العبر [ إلى الجانب الآخر من البحيرة الجانب الشرقي حيث يعيش الجدريون ] (مر ٣٥:٤) 

ثانياً  التوقيت .. موعد التحرك [ المساء أي بعد غروب الشمس ] ..
"قال لهم .. لما كان المساء: لنجتز " (مر ٣٥:٤) 

ثالثاً   الوسيلة .. ليس بالسير براً بمحاذاة مياه البحيرة بل بحراً .. بالسفينة "ولما دخل السفينة تبعه تلاميذه" (مت ٢٣:٨) ..

هل فهمت معنى أن يكون الرب قائدك؟ هذه بعض النقاط الهامة:

في كل مرة يكون هناك اختيار للمكان، اطلب من الرب أن يهيمن على قرارك سواء كان اختياراِ لمكان الإقامة أو العمل أو العبادة أو حتى لقضاء الإجازة مع أسرتك أو أصدقائك ..

اسأله أيضاً أن يحفظك من التسرع أو التباطؤ، فكلاهما ضار جداً، قل له أريد أن أتحرك في التوقيت السليم ..

طالبه أن يؤيدك بالحكمة والتمييز في اختيارك للأشخاص وللوسائل المتنوعة كمثال الطبيب في وقت المرض، والمحاسب الذي ستلجأ إليه في أمورك المالية، هذه المدرسة أو تلك، هذا البنك أو ذاك ..

وهكذا في كل موقف يتطلب الاختيار قل للرب، أنت القائد ، أنت ربان سفينتي و لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك .. فإذا حدث وهبّت بعد ذلك العواصف المرعبة قُل لنفسك إنه هو الذي قادني لمواجهتها .. لن أشك في أنها لخيري فهو يحبني ولن يقودني كي أنهزم وأفشل ..

نعم أعطه دائماً "المؤخر" مكان القيادة لتكون آمناً وناجحاً وسعيداً حتى وإن هاج البحر!!

الجمعة، 17 أبريل 2020

عن كتيب ثق في الدم، في إناء خزفي



كان تطهير الأبرص يبدأ باصطياد أحد العصافير الطائرة في السماء ثم ذبحه داخل إناء من الخزف .. العصفور ينتقل من السماء ليوضع في إناء خزفي من التراب .. هذه صورة رمزية مٌعبرة جداً عن تنازل الرب يسوع الذي يرمز له هذا العصفور .. فمع أنه، "هو في السماء" (يو ١٣:٣) إلا أنه تنازل واتخذ له جسداً مثل أجسادنا التي من التراب .. "الذي إذ كان في صورة الله ... أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس" (في ٢: ٦، ٧) ..

وحدد الطقس أن يُذبح العصفور داخل هذا الإناء الخزفي .. لماذا؟ .. ليشير إلى أن الرب الذي "من السماء" (اكو ٤٧:١٥) .. قد مات بالجسد  "مماتاً في الجسد" (١بط ١٨:٣) .. فالرب يسوع لم يمت بلاهوته لأن اللاهوت غير قابل للموت بل مات بجسده .. وهذا ما يشير له ذبح العصفور في إناء خزفي ..

ولماذا اتخذ له جسداً؟ .. ولماذا ذُبح؟ والإجابة في كلمة واحدة ، لأنه أحبنا بلا حدود ..
لقد اتخذ لنفسه جسداً ليصير به إنساناً كي يستطيع أن يذهب إلى الصليب نائباً عنا ليتحمل بدلاً منا العقاب الذي نستحقه بسبب خطايانا .. لكي إذا آمنا به نجونا من هذا العقاب ..

وعلى الصليب حمل ذنوبنا، كل ذنوبنا وأتت عليه نيران دينونة قضاء الله العادل لتقتص منه ما كنا نستحقه من عذاب أبدي بسبب هذه الذنوب، لقد ذاق الموت "لأجل كل واحد" (عب ٩:٢) وسال من جسده دمه الثمين الذي يتكلم الآن أمام عرش الله .. الرسالة إلى العبرانيين تقول عنه إنه "دم رش يتكلم أفضل من هابيل (عب ٢٤:١٢) .. إن دم هابيل الذي سفكه قايين ظلماً وعدواناً كان يصرخ أمام الله مطالباً بتحقيق العدل بمعاقبة قايين القاتل .. الرب قال لقايين "صوت دم أخيك صارخ إلىّ من الأرض" (تك ١٠:٤) .. ودم الرب يسوع الثمين الذي سُفك على الصليب هو أيضاً يتكلم أمام عرش الله مطالباً بتحقيق العدل ، ولكن ليس بالعقاب بل بالعفو عن الخطاة الذين آمنوا بالرب يسوع إيماناً قلبياً .. وهل هذا عدل؟ .. نعم لأن الرب على الصليب تحمل العقاب كاملاً بدلاً من كل منهم .. فكما أن محبة الله كاملة كذلك عدله أيضاً كامل .. نعم هو يحب الخطاة لكنه بسبب عدله الكامل لا يمكنه أن يتغاضى عن عقوبة خطاياهم .. هللويا لقد حمل الرب يسوع على الصليب هذه العقوبة بدلاً من كل خاطئ يؤمن به لكن ينجيه منها ..


الثلاثاء، 24 مارس 2020

عن نبذة حب يغير كل شيء

حب الرب يسوع أقوى من الظروف المعاكسـة

فعلاً حب يسـوع يـكفي لمواجهة أي حـدث ، وهذا ما اختبره كل من وضـع ثقـته فيه .. لكننـا كثيرًا ما لا نرى هـذا ، والسـبب أننـا نلجـًا للحـلول البشـرية دون أن نلـقي رجاءنا بالكـامل عليه ..

حين وثق بطرس في حب يسوع له اسـتطاع أن يسير على المياه، ولكن ما أن تحـولت عيناه عن مخلصه والتفت إلى الأمـواج المضطربة حتى بدأ في الغرق ..

ولـكن حين صرخ "يارب نجني .." (متى٣٠:١٤) وجـد حـالاً يد الحبيب تمتد إلى يده العاجزة وتنتشـله من الغرق ..
نعـم من يُـركز على حب يسـوع له، سـيرى في الظروف المعاكسـة والمشـاكل المسـتعصية شـيئـًا جديدًا  .. هل ستـكون قاسـية كالنار التي تلتهـم كل شـئ؟ ليـكن ! فنيران الأتون المحمى سـبعة أضعاف لم تسـتطع أن تفعل شـيئـًا مع الثلاث فتيـة .. فقـط حلت قيودهـم !!

وقد تبدو الظروف كالسـجن بلا منفذ للخـروج، ولكن السـجن تحـول مع الرسولين بولس وسـيلا إلى مكان للتسـبيح ..
حين تداهمـك ظروف قاسـية وحين تبدأ في الاضطراب والقـلق .. رجـاء لا تتلفت حـولك، لا تعـطي أّذنـًا لكلمـات إبليس المزعجة .. انـظر إلى فوق وثق أن اليد التي تدير الكون كله هي نفس اليد التي ثُقـبت من أجلك علامة على حب لا يتغير نحـوك ..
هي نفسـها سـتجعـل كل الأشيـاء تعمـل معـًا لخيرك .. اصرخ وقل يارب أريد أن أؤمـن أن أيًا كان ما يحـدث لن يضرني شـئ .. سـيدي أتوسـل إليك "أعـن عـدم إيماني" (مرقس٢٤:٩)

إلهـك حنون جـدًا ولا يسـتحيل عليه شـئ ..وكل الذين تمسـكوا به فرحوا في كل حي