كان تطهير الأبرص يبدأ باصطياد أحد العصافير
الطائرة في السماء ثم ذبحه داخل إناء من الخزف .. العصفور ينتقل من السماء ليوضع
في إناء خزفي من التراب .. هذه صورة رمزية مٌعبرة جداً عن تنازل الرب يسوع
الذي يرمز له هذا العصفور .. فمع أنه، "هو في السماء" (يو ١٣:٣) إلا أنه
تنازل واتخذ له جسداً مثل أجسادنا التي من التراب .. "الذي إذ
كان في صورة الله ... أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس"
(في ٢: ٦، ٧) ..
وحدد الطقس أن يُذبح العصفور داخل هذا الإناء
الخزفي .. لماذا؟ .. ليشير إلى أن الرب الذي "من السماء" (اكو ٤٧:١٥)
.. قد مات بالجسد "مماتاً في الجسد"
(١بط ١٨:٣) .. فالرب يسوع لم يمت بلاهوته لأن اللاهوت غير قابل للموت بل مات بجسده
.. وهذا ما يشير له ذبح العصفور في إناء خزفي ..
ولماذا اتخذ له جسداً؟ .. ولماذا ذُبح؟
والإجابة في كلمة واحدة ، لأنه أحبنا بلا حدود ..
لقد اتخذ لنفسه جسداً ليصير به إنساناً كي
يستطيع أن يذهب إلى الصليب نائباً عنا ليتحمل بدلاً منا العقاب الذي نستحقه بسبب
خطايانا .. لكي إذا آمنا به نجونا من هذا العقاب ..
وعلى الصليب حمل ذنوبنا، كل ذنوبنا وأتت عليه
نيران دينونة قضاء الله العادل لتقتص منه ما كنا نستحقه من عذاب أبدي بسبب هذه
الذنوب، لقد ذاق الموت "لأجل كل واحد" (عب ٩:٢) وسال من جسده دمه
الثمين الذي يتكلم الآن أمام عرش الله .. الرسالة إلى العبرانيين تقول
عنه إنه "دم رش يتكلم أفضل من هابيل (عب ٢٤:١٢) .. إن دم هابيل الذي
سفكه قايين ظلماً وعدواناً كان يصرخ أمام الله مطالباً بتحقيق العدل بمعاقبة
قايين القاتل .. الرب قال لقايين "صوت دم أخيك صارخ إلىّ من
الأرض" (تك ١٠:٤) .. ودم الرب يسوع الثمين الذي سُفك على الصليب هو أيضاً يتكلم
أمام عرش الله مطالباً بتحقيق العدل ، ولكن ليس بالعقاب بل بالعفو عن الخطاة
الذين آمنوا بالرب يسوع إيماناً قلبياً .. وهل هذا عدل؟ .. نعم لأن الرب على
الصليب تحمل العقاب كاملاً بدلاً من كل منهم .. فكما أن محبة الله كاملة
كذلك عدله أيضاً كامل .. نعم هو يحب الخطاة لكنه بسبب عدله الكامل لا يمكنه
أن يتغاضى عن عقوبة خطاياهم .. هللويا لقد حمل الرب يسوع على الصليب هذه العقوبة
بدلاً من كل خاطئ يؤمن به لكن ينجيه منها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.