عن كتاب لا
تطرح ثقتك ، وقت الانتظار ... وقت لاستيعاب الدروس
عادة ما يستخدم
الروح القدس الأحداث التي تتخلل وقت الانتظار ليحفر على صفحة قلب المؤمن حقائق
روحية غالية ...
أخذ داود وعدًا
من الرب أن يصير ملكاً على شعبه ...
وانتظر داود
تحقيق الوعد .. وفي زمن الانتظار تعرض لاضطهاد قاسٍ .. هرب واختبأ في مغارة ..
اجتاز أوقات عصيبة .. لكن لولا هذه الأوقات ما انغرس في قلبه وبهذا العمق
حقيقة اقتراب الله الشديد لأولاده ومساعدته العجيبة لهم (٢صم ٣:٢٢) .. وحقيقة
نعمته الغنية ، أنه يغفر ويصحح الخطآ ويرفع الضعف ويسدد كل الاحتياجات .. لولا هذه
الأوقات ما استطاع داود أن يُسجل لنا كلماته العظيمة مثل: "عند كثرة همومي في
داخلي تعزياتك تلذذ نفسي" (مز ١٩:٩٤) ، و "إذا سرت في وادي ظل الموت لا
أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز ٤:٢٣) ..
هل تريد أن يستخدمك
الرب بقوة؟ .. كل الذين استخدمهم بقوة كان لديهم الاستعداد أن يدخلوا مدرسته وأن
يتعلموا منه في فترات الانتظار والاختفاء ..
انظر إلى حياة موسى
.. قبل أن يستخدمه الرب في قيادة شعبه علانية ، قاده إلى برية سيناء ليُعَلمه
في فترة الانتظار أعظم دروس الرعاية وما تتطلبه من إنكار ذات وتحمل وعدم اندفاع
(خر ٢) .. وكذلك إيليا ، قبل أن يقوده للقضاء على أنبياء البعل ، انفرد
به ليُعلمه عملياً دروس الاعتماد الكامل على عنايته .. إن الرب يسدد كل احتياج
سواء بالطرق العادية أو الخارقة (١مل ١٧) .. كما أرسله للاختلاء في بلاد صيدون
التي يملك عليها أبو إيزابل عدوته اللدودة و لكي يعلمه دروس الشجاعة ..
إن وقت انتظار الوعود هو وقت ثمين لاستيعاب الدروس الثمينة ..