عن نبذة النعمة الغنية
النعمة الغنية في مثل السامري الصالح
مثل السامري الصالح (لوقا ١٠: ٢٥-٣٧) يحكي لنا عن شخص سافر في الطريق الخاطئ ..ترك أورشليم (المدينة التي ترمز للسماء {عبرانيين ٢٢:١٢} ) ونزل في الطريق إلى أريحا {المدينة التي ترمز إلى عالم الإثم والواقعة تحت اللعنة (يشوع ٢٦:٦)} .. فماذا حدث له؟ .. "وقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت" (لوقا ٣٠:١٠) ..
هذه هي النتيجة الحتمية لكل شخص يترك الرب ويتجه إلى دوائر الإثم ... سيأتي اللصوص (أرواح مملكة إبليس) ويسلبون منه السلام والراحة والقوة والبركة ، ويتركونه يعاني مثل شخص بين حيّ وميت ..
وماذا في هذا المثل عن النعمة الغنية؟
لقد رأى هذا المتروك بين حيّ وميت اثنان .. كاهن ولاوي .. لكنهما أغلقا أحشاءهما عنه ، تجاهلاه تماماً .. وأتى ثالث وكان سامرياً "وجاء إليه ولما رآه تحنن فتقدم وضمد جراحاته وصبَّ عليها زيتاً وخمراً وأركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به ... أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به" (لوقا ١٠: ٣٣-٣٥) ..
لا، لن يتجاهلك الرب أبداً إذا رآك مجروحاً مهاناً لآنك سرت في الطريق الخاطئ .. لا، لن يتجاهلك لأنك اتخذت قراراً مُضراً دون استشارته .. لا ، لن يتجاهلك لأنك تحطمت بسبب انبهارك بأضواء الخطية الخادعة ..
إن قلبه مملوء بالحنان ، ، يا للنعمة الغنية !! حين يراك مُحتاجاً يأتي إليك ، يتحنن عليك .. جروحك تُحرِك قلبه .. سيتحرك نحوك في حب بالغ .. يتقدم نحوك ليُضمد جروحك ..
ليس غيره يفعل ذلك ، يتعامل مع جروحك بحنان بالغ .. يصب عليها زيت روحه الشافي ، وخمر محبته المُفرح ..
وماذا فعل السامري أيضاً بهذا المطروح في الطريق؟ .. لقد أركبه على دابته .. والمعنى رائع جداً ، إنها دابته الخاصة ..
الرب يأتي لكي يحملك مستخدماً خدامه بعيداً عن الخطر ..
ولن يقدر إبليس أن يقاوم انطلاقك إنها النعمة المنتصرة ..
وسيسلمك الرب إلى صاحب الفندق ، وسيعطيه دينارين وسيقول له " اعتن به " ..
إنها حقاً "نعمة فوق نعمة" .. الرب يُسلمك إلى الروح القدس لكي يعتني بك بالدينارين .. أي بأسفار العهدين القديم والجديد .. أي بكلمته الحيّة والفعالة التي تبنيك (أعمال ٣٢:٢٠) ، وتُغذيك (عبرانيين ١٤:٥) ، وتجعلك حاراً في الروح (لوقا ٣٢:٢٤) ..