هاجت العواصف، وبدا أن السـفينة
التي اسـتقلها الرب مع تلاميذه على وشـك الغرق ..
كان الرب نائمـًا، "فأيقظوه وقالوا له يامعلم أما يهـمك أننـا
نهـلك" (مرقس٣٨:٤) ..
كم أزعـجت هـذه الكلمـات قلب
الرب الرقيـق .. كيف يشـّكون في محبتـه؟ .. كيف يتصورون أنه غير مهتم بهـم
ولا يبـالي بما يحـدث لهـم؟ .. قال لهم: "ما بالكم خائفين هـكذا. كيف لا إيمان لكم" (مرقس٤٠:٤)
لم يكن لهم إيمان بالنجاة لأنهم
لم يؤمنـوا أن الرب يحبهم محبـة خاصة وعظيمـة .. حينما تهتـز ثقتـنا في محبة الرب
لنا، سـيهتز سـلامنا، وسـريـعـًا سـنـفقـد قدرتنا على الانتصار وسـيهزمنا الخـوف
..
الرسـول يوحنا يكتب في رسـالته
قائلاً: "لا خوف في المحبـة بل المحبة الكامـلة [محبـة الرب لنا] تطرح
الخـوف إلى خارج لأن الخوف له عـذاب وأمـا من خـاف فلـم يتَـكمّـل في
المحبـة" (١يوحنا١٨:٤) ..
تمتـع بمحبـة الآب
الكامـلة، ولن يقـدر الخـوف أن يسـتقـر في داخـلك .. سـيهرب ليُـفسـح
المجال للإيمـان، للتمسـُـك بوعـود الرب الثـميـنة ..
وإذ ترى محبته الكـاملة في كل
الظروف، سـيصير سـهلاً عليـك أن تحيا بالإيمـان ... وإذا أتى عليـك بغتـه
يوم شـرير (أفسس١٣:٦) أصبحت قادرًا على الصـمود والتمسـك بالوعـود التي
تناسـب الاحتياج ..
أيـًا كان ما يحـدث معـك، لا
تطرح أبـدًا ثقتك في هـذه المحبـة العجيـبة المدهشـة الثابتة .. كم كان
أيوب رائـعـًا في إيمانه كرجـل من رجال الله حين أجاب على الأهـوال التي أصابته
بتأكيد ثـقتـه في محبـة الله له .. قال: "هوذا يذبحني .. سأظل
واثـقـًا فيه" (أيوب١٥:١٣)