هل تتذكـر ما حـدث
حينما دمـر الرب سـدوم وعمـورة؟ .. كان لوط وهـو واحـد من المؤمنين يسـكن في مدينة
سـدوم، فأرسـل إليه الرب ملاكين لكي يخرجاه من هـذه المدينـة قبـل أن تحتـرق
بالنـار ..
لقـد خـاف لوط من
أذي يصـيبه في الجبـل أو في الطريق إليه .. قال "لا يا سـيد .. أنا لا أقـدر
أن أهـرب إلى الجـبل. لعـل الشـر يدركني فـأمـوت" (تكوين ١٩: ١٨، ١٩) .. هـذا
الشـر هـو شـر لا يوجـد سـوى في عقـل لـوط، فمـن غير الممكـن أن يرسـله الرب إلى
مكـان غير آمـن .. كان لسـان حـال لوط يردد "الأسـد في الخـارج .. الأسـد في
الخـارج!!" .. إنه التناقض الـذي
يحـدثه الخـوف فينـا عندمـا نسـتسـلم له .. نقـول للقـدير أنت أبونا
وفي ذات الوقـت نتصرف كمـا لو كنا يتـامى ليس لدينا من يحامي عنا!!
بـدأ لوط حياته
مع الرب بالإيـمان القلبي به "القلب يؤمـن به للبر" (رومية ١٠:١٠)
لكنه للأسـف لم يسـتمر في حياته معتمـدًا على الإيمـان بل اسـتسـلم للمنـطق
الطبيعي ولم يُـدخـل الله في حساباته وهـو يتخـذ قراراته الهـامة ..
لقـد اختار لوط لنفسـه
مدينة سـدوم أي أنه لم يـدع الرب يختار له، ولم ينتظر كي يعـرف هل يوافـق
الرب على هـذا الاختيار أم لا فارتكب
أفـدح الأخـطاء .. وأول نتـائج هـذا القـرار الخاطئ أنه عاش حياة تعيسـة
رغـم أنه اغتنى جـدًا وصـار واحـدًا من رجـالها المرموقين