هل تعاني من التذبذب .. تارة ترى نفسـك قويـًا في الإيمان،
وتارة أخرى تشـعر بالضعـف الشـديد أمـام الأفكار السـوداء التي تُـهاجم ذهنـك؟
هل تعـرف لماذا يحـدث هذا، دعنـي أقول لك الحقيقة .. أنت لم
تبن بيـتـك على الصخـر .. كُـن صادقـًا مع نفسـك .. هل تسـتمد إحسـاسـك
بالأمـان من امتلاكك للمـال أو السـلطة أو من عشـرة الأصـدقاء والمعـارف أو من
علاقة عاطفيـة .. هذه أمـور من الممكـن أن تـتـغيـر لذلك فليـكُـن إحسـاسـك
بالأمـان مؤسـسـًا على الصخـر ..
على ثقـتـك في أمـانة إلـهـك ..
هل تُـريـد أن تتمـتـع براحـة مسـتـقـرة غير معتـمـدًا في
إحسـاسـك بالأمـان على المنـظـور؟ .. ابن كل حياتـك، جهودك، أفكـارك، عواطفـك، كل
شـئ على الصـخر .. على كـلمـات الرب .. على أمانته في تحقيقـها ..
تأمـل هـذه العبارة الهـامة التي قالها المزمـور عن يوسـف
"قـول الرب امتحنه" (مز ١٩:١٠٥) .. ما معنى هذه العبارة؟ .. كان
يوسـف مُـعرضـًا لامتحان .. لقـد امتحنته كلمـات الرب فوجدته يُـصدقهـا، فعندمـا
كان في السـجن كان يُصـدق وعـد الله الذي أتاه عبر الأحـلام بأن مجـدًا خاصـًا
ينتظره .. لم يسـتسـلم للعيـان، كان يُـصدق الله ..
كان يوسـف قد بنى بيته على الصخـر (تك٢٤:٤٩) على
ثقتـه في أمـانة إلهـه، ويقـينه أنه سـيحـقق حتمـًا وعـوده .. كان يوسـف يثـق أن
الله صـادق دائمـَا مهما كان ما يراه بعينيه أو يسـمعه بأذنيه مناقضـًا لما
قاله الله ..
هل تعاني من مرض؟ .. لاتسـتسـلم
للخيالات المزعجـة، ابن أفكـارك على الصخـر .. ابنها على ما يقوله الله في هذه
الآيات "أنا الرب شافيـك" (خر٢٦:١٥)، "أزيل المرض من
بينـكم .. أكمـل عـدد أيامـك" (خر ٢٣: ٢٥، ٢٦) ..
اهـزأ بالظروف المضادة .. الرب لك، وقوته لك ووعـوده سـتتحـقق
إذا آمنت بهـا .. لقـد كانت الظروف مضادة جـدًا ليوسـف، لكنه عاش بالإيمـان
.. وسـخر من الحوائط العالية التي شـيدهـا إبليس أمـامه ليُـشعره بالعـجز، الوحـي
يشـهـد "يوسـف غصـن شـجرة .. أغصان قد ارتفعـت فـوق حـائط"
(تك٢٢:٤٩) ..عـش مسـتندًا على وعـود الله وسـترتفع أغصـانك فوق أي حـائط
يشـيده العـدو لك .. هـذا هو أحـد مفاتيح الراحـة .. الاعتمـاد على أمـانة الله في
تحـقيق وعـوده ..